أخبار هامةإبداعاقتصادستوديو التاسعة

رغم العوائق.. عراقيات ينسجن بدقة بالغة “سجاد بابل” (تقرير)

تحف راقية من السجاد، تلك التي تنسجها بدقة وعناية بالغة، عشرات النسوة في مصنع “سجاد الحلة” بمحافظة بابل، وسط العراق، تمثل معالم البلاد الدينية والحضارية.

– تنسج عشرات النسوة العراقيات بمحافظة بابل (وسط)، تحف راقية منسوجة بدقة وعناية بالغة.
– أجور النسوة في مصنع “سجاد الحلة” (حكومي)، تبلغ نحو 250 دولارا شهريا، رغم عملهن الصعب.
– يعمل في المصنع حاليا نحو 60 سيدة، مقارنة بأكثر من 600 عاملة خلال افتتاحه في تسعينيات القرن الماضي.

تحف راقية من السجاد، تلك التي تنسجها بدقة وعناية بالغة، عشرات النسوة في مصنع “سجاد الحلة” بمحافظة بابل، وسط العراق، تمثل معالم البلاد الدينية والحضارية.

أجور هؤلاء النسوة لا تتجاوز 400 ألف دينار عراقي (نحو 250 دولار) شهريا، رغم عملهن المتعب، وأيضا برغم أن المنتج الجيد المتفوق على السجاد المستورد، إلا أنه لا ينال تسويقا جيدا.

ويسوق المصنع إنتاجه من السجاد إلى “الشركة العامة للسجاد” (حكومية) في العاصمة بغداد ومن ثم إلى مراكز البيع المباشر داخل البلاد.

في السابق كان العمل بالمصنع أكثر زخما، أما حاليا فتوجد 60 عاملة فقط، تشتغلن 8 ساعات يوميا، جراء غياب الدعم المالي لاستمرار الإنتاج، فيما يحتوي المصنع على 180 من آلات “الجومة” القديمة، الخاصة بحياكة السجاد.

** معاناة العاملات

ويرجع تاريخ تأسيس مصنع السجاد في بابل (تابع إلى الشركة العامة للسجاد)، إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث كان يعمل فيه آنذاك أكثر من 600 عاملة.

ويحاكي تصميم المصنع، تصاميم مستوحاة من حضارة وادي الرافدين، مثل “مسلة حمورابي”، و”أسد بابل”، و”بوابة عشتار”.

وتقول النساجة امل خضير (45 عاما)، رئيسة الحرفيين في المصنع، إنها تعمل فيه منذ 20 عاما، “لكن اليوم تواجه العاملات مصاعب كبيرة، أهمها، الرواتب الزهيدة”.

وأضافت في حديث لها : “حيث كان في الماضي الموظف يداوم على الحضور يوميا بسبب توفر كل ما يحتاجه لتقوية ذاته مع وجود سبل الاستمتاع بأجواء العمل”.

وأردفت: “اليوم العاملات يعانين من أمراض متعددة منها فقرات الظهر، النظر، آلام الرقبة، بسبب التعب الذي يواجهنه يوميا”.

وناشدت المعنيين، بـ”الرأفة” على حالهن وتحسين رواتبهن لمواكبة عجلة رفع الأسعار في البلاد.

وتابعت: “هذه الصناعة تفتقد إلى الدعم الحكومي، وعلى الرغم من وجود التسويق الحالي لكنه لا يرتقي لما كان عليه في السابق”.

أما مديرة المصنع، معينة عيسى (47 عاما)، فقالت ، إنه “يعاني الإهمال، وهنالك محاولات لإغلاقه، فهو يصارع من أجل البقاء”.

وزادت: “معمل بابل للسجاد يقدم منتجات تتوفق على الكثير من المنسوجات المستوردة (..) نساء المعمل يمارسن بمعدات قديمة صناعة السجاد من الصوف والحرير”.

** السجاد المستورد

العاملة بالمصنع منذ 18 عاما، أم مصطفى، قالت إن الإدارة طالبت بضم عاملات من فئة الشباب، “كون المتواجدات في الوقت الحالي كبيرات في السن وهن غير قادرات على ساعات العمل الطويلة”.

وأفادت أم مصطفى (50 عاما) ، بأن “هنالك أجيال تريد أن تعمل في هذا المجال، إلا أنه لا توجد أبواب تفتح لهن للتعيين”.

وأضافت أن “صناعة السجادة الواحدة تستغرق 9 أشهر، وهي تنتج بحسب الحالة الصحية لمن تعمل عليها، فإن كانت بعمر متقدم تنجز بمقدار سنة كاملة، وإن كانت العاملة صغيرة وبنيتها الجسمانية قوية تنجزها بـ5 أشهر فقط”.

ولفتت أن “مخازن المعمل مزدحمة بالمنتج بسبب قلة التسويق والاعتماد على المستورد الجاهز، الذي يحتوي على زخارف وألوان تجذب الزبائن بصورة كبيرة”.

وعموما ينخفض في العراق، الإنتاج بمختلف المجالات الاقتصادية، في ظل اعتماد البلاد على صادرات النفط منذ سنوات، ما أدى لإهمال العديد من القطاعات الإنتاجية بينها قطاع النسيج.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى